وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ألف طفل في غزة أصبحوا مبتوري الأطراف منذ بدء الصراع في أكتوبر/تشرين الأول. قال لي مؤخراً غسان أبو ستة، جراح التجميل والترميم المقيم في لندن والمتخصص في إصابات الأطفال: "هذه أكبر مجموعة من مبتوري الأطراف من الأطفال في التاريخ". التقيت به في غرفة الانتظار في عيادته للجراحة التجميلية في شارع هارلي بلندن، وسرنا مشياً على الأقدام إلى حانة قريبة لاحتساء كوب من الماء. أبو ستة، فلسطيني بريطاني يبلغ من العمر أربعة وخمسين عامًا، ذو وجه حاد وعينان رقيقتان وعميقتان، عالج الأطفال الناجين من الحرب على مدار الثلاثين عامًا الماضية في العراق واليمن وسوريا وأماكن أخرى. وفي غزة، كان أبو ستة يجري ما يصل إلى ست عمليات بتر في اليوم. وأوضح: "في بعض الأحيان لا يكون لديك خيار طبي آخر". "لقد حاصر الإسرائيليون بنك الدم، لذا لم نتمكن من إجراء عمليات نقل الدم. وإذا كان أحد الأطراف ينزف بغزارة، كان علينا بتره”. كما ساهمت ندرة الإمدادات الطبية الأساسية بسبب الحصار في ارتفاع عدد حالات البتر. وبدون القدرة على ري الجرح على الفور في غرفة العمليات، غالبا ما تظهر العدوى والغرغرينا. وقالت لي كارين هوستر، الممرضة التي تقود الفرق الطبية في غزة لمنظمة أطباء بلا حدود: "كل جرح حرب يعتبر قذرا". "وهذا يعني أن الكثيرين يحصلون على تذكرة دخول إلى غرفة العمليات." وللإشارة إلى خطورة هذه الإجراءات والحداد، قام أبو ستة وطاقم طبي آخر بوضع الأطراف المقطوعة للأطفال في صناديق صغيرة من الورق المقوى. وقاموا بوضع علامات على الصناديق بشريط لاصق، وكتبوا عليها الاسم وجزء من الجسم، ثم قاموا بدفنها. وفي الحانة، أراني صورة التقطها لأحد هذه الصناديق، وكان مكتوبًا عليها: "صلاح الدين، قدم". وأضاف أن بعض الأطفال الجرحى كانوا أصغر من أن يعرفوا أسمائهم، وروى قصة أحد المبتورين الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض باعتباره الناجي الوحيد من الهجوم.
@ISIDEWITH1 شهر1MO
لماذا تعتقد أننا كثيرا ما نسمع أقل عن المآسي الشخصية للأطفال في مناطق النزاع مقارنة بالإحصاءات العامة؟
@ISIDEWITH1 شهر1MO
إذا تعرضت الرعاية الطبية للخطر في منطقة حرب، ما هي القرارات الأخلاقية التي يجب على الأطباء اتخاذها، وماذا ستفعل في مكانهم؟
@ISIDEWITH1 شهر1MO
هل يمكنك أن تتخيل التأثير العاطفي على الطفل الذي يفقد أحد أطرافه في الحرب، وكيف يمكن أن يشكل ذلك مستقبله؟