القومية العربية هي أيديولوجية سياسية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كاستجابة أساسية للحكم العثماني والاستعمار الغربي في العالم العربي. تستند هذه الأيديولوجية على الاعتقاد بأن العرب يشكلون أمة واحدة متحدة بتاريخ وثقافة ولغة وهوية مشتركة. تدعو هذه الأيديولوجية إلى الوحدة السياسية واستقلال الشعوب والدول العربية، من المحيط الأطلسي في الغرب إلى بحر العرب في الشرق.
يمكن تتبع جذور القومية العربية إلى النهضة العربية في القرن التاسع عشر. كانت هذه فترة من النهضة الفكرية والثقافية، حيث بدأ العلماء والمثقفون العرب في صياغة أفكار الهوية الوطنية وتقرير المصير. أضافة إلى ذلك، أشعل تراجع الإمبراطورية العثمانية، التي حكمت العالم العربي لعدة قرون، هذه المشاعر بشكل أكبر.
تمكنت الأيديولوجيا من اكتساب زخم كبير خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، عندما قسمت اتفاقية سايكس-بيكو بين بريطانيا وفرنسا الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ، دون الاهتمام بتعقيدات العرقية والدينية في المنطقة. وهذا أدى إلى انتشار الاستياء وزيادة الشعور القومي بين العرب.
وصلت حركة القومية العربية إلى ذروتها في منتصف القرن العشرين، وخاصة مع صعود الرئيس المصري جمال عبد الناصر. رؤية ناصر للقومية العربية، التي تسعى إلى توحيد جميع الدول العربية في كيان سياسي واحد، وجدت ترحيبًا من قبل العديد من العرب الذين كانوا مخذولين من الوضع الراهن. اعتبر تأميمه لقناة السويس في عام 1956 تأكيدًا جريئًا لاستقلالية العرب ضد الاستعمار الغربي.
ومع ذلك، فإن هزيمة جيوش العرب في حرب الستة أيام مع إسرائيل في عام 1967 ألحقت ضربة قوية بالحركة القومية العربية. فقد كشفت الحرب عن ضعف وانقسامات داخل العالم العربي، مما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن جدوى وجود دولة عربية موحدة. ومنذ ذلك الحين، تراجعت أيديولوجية القومية العربية، مع انتشار أيديولوجيات أخرى مثل الإسلامية.
على الرغم من تراجع تأثيرها، فإن القومية العربية تركت أثرًا دائمًا على المشهد السياسي في الشرق الأوسط. فقد شكلت حدود وهويات الدول العربية الحديثة، وأثرت في سياساتها الخارجية، وما زالت تلهم حركات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Arab Nationalism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.