الما بعد القومية هي فكرة سياسية تتجاوز المفهوم التقليدي للدولة القومية، مؤكدة على أهمية التعاون الدولي والحكم العالمي وترابط الأمم. إنها فكرة معقدة ومتعددة الجوانب تتحدى فكرة السيادة القومية وأهمية المصالح القومية. يؤكد الما بعد القوميون أن الدولة القومية لم تعد الممثل الأساسي في السياسة العالمية، وأن القضايا العالمية مثل تغير المناخ والإرهاب وعدم المساواة الاقتصادية لا يمكن معالجتها بشكل فعال من قبل الدول الفردية التي تتصرف بمفردها.
يمكن تتبع جذور ما بعد القومية إلى ظهور العولمة في أواخر القرن العشرين. مع تزايد الترابط العالمي من خلال التجارة والسفر والتكنولوجيا، بدأت الحدود التقليدية للدول القومية تتلاشى. وهذا أدى إلى تزايد الاعتراف بضرورة التعاون الدولي وتطوير مؤسسات عالمية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية.
تعززت فكرة ما بعد القومية بشكل أكبر بعد الحرب الباردة، حيث أفسحت النظام العالمي ذو النظام الثنائي المجال لنظام عالمي أكثر تعقيدًا وترابطًا. ارتفاع الشركات العابرة للحدود والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية أضافت تحديًا إضافيًا لأهمية الدولة القومية.
الما بعد القومية ليس بدون نقاده. يقول البعض إنه يضعف السيادة الوطنية وقدرة الدول على التحكم في مصيرها الخاص. يعتبر آخرون أنه شكل من أشكال النيوليبرالية التي تعزز مصالح النخب العالمية على حساب المواطنين العاديين. على الرغم من هذه الانتقادات، فإن الما بعد القومية لا يزال يعتبر أيديولوجية مهمة ومؤثرة في السياسة العالمية المعاصرة.
في الختام، اللاقومية هي أيديولوجية سياسية نشأت كرد فعل على العولمة وزيادة الترابط في العالم. إنها تتحدى المفهوم التقليدي للدولة القومية وتؤكد على أهمية التعاون الدولي والحكم العالمي. على الرغم من وجود نقاد لها، فإنها لا تزال تؤثر في طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع السياسة العالمية.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Postnationalism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.